تاريخ النشر: 31/05/2022

تبدي القسط قلقها البالغ إزاء تطورات تهدد سلامة معتقلي الرأي وأمنهم في السجون السعودية، وذلك بعد حادثة الاعتداء الأخيرة ضد الناشط الحقوقي البارز محمد القحطاني من أحد المرضى النفسيين في سجن الحائر، في استمرار لممارسة إدارة سجن الحائر في الرياض المتعمدة بوضع معتقلي الرأي، مثل محمد القحطاني وعيسى النخيفي وفوزان الحربي ومحمد الحضيف في زنزانة خاصة بسجناء يعانون من أمراض نفسية، ورغم مطالباتهم بالنقل إلى زنزانة أخرى، إلا أن إدارة سجن الحائر لا زالت تماطل في الأمر حتى الآن، ما يعني أنّ احتمالية تكرر الاعتداء أو أي مشكلة أخرى واردة الحدوث في الأيام المقبلة.

وكان القحطاني قد تعرض في يوم الخميس 26 مايو 2022 لاعتداء بالضرب من أحد المرضى النفسيين في الزنزانة، قبل أن يتدخل المعتقلون الآخرون لوقف الاعتداء وحماية القحطاني، وهذا الاعتداء ليس الأول من نوعه فقد سبق أن حاول أحد المعتقلين غير المستقرّين نفسيًّا إشعال حريق في الزنزانة وقت وجود القحطاني فيها، قبل أن يسارع المعتقلون في الزنزانة إلى السيطرة على الحريق، وتعمدت إدارة السجن وضع القحطاني مع مساجين أصيبوا بفيروس كورونا دون علمه العام الماضي، يضاف إليها عدد من الحوادث الأخرى، مثل تعمّد إهمال إدارة السجن توفير العلاج لمرض جلدي يعاني منه القحطاني، وحرمانه من العلاج، رغم تطور المرض كثيرًا، ورغم وعود إدارة السجن بالنظر في الموضوع وحل المشكلة، دون أي استجابة فعلية، وقد تكرر أخذ القحطاني إلى مستشفى السجن من أجل الفحوصات، وفي كل مرة يصل للمستشفى لا تجرى له أي فحوصات ويعاد إلى السجن بحجة عدم وجود أي موعد.

وتثير هذه الحوادث القلق بسبب احتمالية كونها مدبرة من السلطات السعودية، وذلك استنادًا إلى تكرر الحوادث المشابهة، مثل الاعتداء الشنيع على الراحل موسى القرني في سجن ذهبان في جدة أكتوبر الماضي، والإهمال الطبي المتعمد للراحل عبدالله الحامد في سجن الحائر ما تسبب بوفاته في أبريل 2020، والشبهات المحيطة بوفاة زهير شريدة بسبب كوفيد 19 في مايو 2021، وكذلك الاعتداء الذي حدث ضد خالد العمير في يوليو 2021. 

عليه، تبدي القسط قلقها البالغ على سلامة محمد القحطاني، الذي من المفترض أن تنتهي محكوميته في نوفمبر القادم، وتدعو السلطات السعودية لتحمل المسؤولية الكاملة حول سلامة القحطاني وغيره من معتقلي الرأي، وتوفير البيئة الملائمة للسجناء غير المستقرّين نفسيًّا في مستشفيات مخصصة لهم.

مشاركة المقال
عشرة مصريّين نوبيّين ما زالوا في السجون السعوديّة بعد خمس سنوات من الاعتقال التعسفي
بعد مرور خمس سنوات على اعتقالهم، لا يزال عشرة من أعضاء الجمعيّات النوبيّة المدنيّة في السعوديّة رهن الاعتقال التعسفي، يقضون أحكامًا سجن طويلة بسبب تنظيمهم فعاليّة سلميّة لإحياء ذكرى حرب أكتوبر 1973.
موجز "القسط" يسلّط الضوء على تزايد استخدام حظر السفر التعسفي في السعوديّة
يسلّط موجز جديد صادر عن منظمة "القسط" الضوء على كيفية قيام السلطات السعوديّة بمنع أعداد متزايدة من المواطنين من مغادرة البلاد بشكل تعسفي، من خلال فرض حظر سفر غير قانوني.
آخر سكان قرية الخريبة يُطردون قسراً لصالح مشروع نيوم
في تصعيد جديد لسلسلة انتهاكات حقوق الإنسان المرتبطة بمشروع "نيوم"، أقدمت قوات أمن الدولة السعودية، مساء 16 يونيو 2025.